مع انحسار رقعة المعارك في سوريا، بدأت حكومة النظام السوري بالإعلان عن مشاريع إعادة الإعمار، بعد الثورة التي خرج بها الشعب السوري مطالباً بالحرية والمساواة، وبعد سيطرة النظام السوري على مناطق كبيرة من المدن التي خسرها في الأعوام الأولى للثورة بفعل المعارك المحتدمة بينه وبين المعارضة المسلحة، وتسبب ذلك بتهجير ولجوء أكثر 5.6 مليون سوري، ونزوح 6.4 مليون داخلياً، وخسائر اقتصادية بلغت قيمتها 442 مليار دولار، 82% من هذه الأضرار تراكمت في 7 قطاعات، الإسكان والتعدين والأمن والنقل والصناعة التحويلية والكهرباء والصحة.
وبرغم العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري وقانون قيصر الأمريكي، استمرت عملية إعادة الإعمار في مدن عديدة، وكان أشهر هذه المشاريع مشروع مدينة ماروتا سيتي في منطقة بساتين الرازي في ريف دمشق، والتي تبلغ مساحتها 2 كلم٢، وتعتبر بحسب القائمين على المشروع الخطوة الأولى للمدن الذكية في سوريا.
أما المشروع الآخر فهو مشروع “باسيليا سيتي“، الذي يقع في منطقة القدم بدمشق جنوب المتحلق الجنوبي وبين المتحلق الجنوبي وأوتوستراد درعا الدولي، على مساحة 9 كلم٢، مع إمكانية تمدده باتجاه الجنوب الغربي وصولا إلى مدينة داريا، المدينة التي هجر معظم أهلها منها نحو الشمال السوري، وفقدت الكثير من أبنائها نتيجة القصف العشوائي والنزاع المسلح بين المعارضة السورية وجيش النظام.
ويشير قانونيون وحقوقيون إلى أن مشاريع إعادة الإعمار هذه عملت على ترسيخ السّلطة بين النخب، وتسببت بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وحقوق الإسكان والأراضي والممتلكات، حيث تم تهجير أهالي بعض المناطق وإجبار بعضهم على بيع ممتلكاته لأشخاص نافذين، أو البيع بأسعار بخسة، إضافة إلى عمليات الإخلاء القسري والتهجير. ففي بساتين الرازي أمر السكان بإجلاء منازلهم التي تم تدميرها بالجرارات، وأقامت الحكومة مزادات علنية لاستثمار أملاك الغائبين دون علمهم، إضافة إلى سلب الممتلكات بذرائع قانونية كالقانون رقم 10.
زهير.م أحد أهالي مدينة دمشق، قال في حديثه لمنصة عين، إن أحد أصحاب المكاتب العقارية في الحي الذي يقطن به حاول شراء المنزل منه بأي طريقة ممكنة، إلا أنه عند رفضه بيع منزله، جلب معه شخص عراقي الجنسية ليشتريه مع أشخاص نافذين، وبعد ذلك أصبحوا يهددونه بإجباره على بيعه، يقول زهير، “مثلي مثل كثير من أهالي الحي، أصبح معظم سكان الحي من الشيعة العراقيين أو الإيرانيين، يرغبون بالحصول على منازلنا وتغيير ديموغرافية المنطقة، في النهاية اضطررت للبيع، كنت خائفاً على عائلتي وعلى نفسي، بعت منزلي بسعر قليل واضطررت لمغادرة سوريا”.